في العالم… لكنْ ليس من العالم
ديمتري أڤييرينوس
إني بلَّغتُهم كلمتك فأبغضهم العالم، لأنهم ليسوا من العالم كما أني لست
من العالم. لا أسألك أن تُخرِجَهم من العالم، بل أن تحفظهم من الشرير.
إنجيل يوحنا 17: 14-15
في أكثر من لقاء مع أستاذنا ندره اليازجي مؤخرًا شدَّد – كعادته حين يتطرَّق إلى فلسفته الأخلاقية – على وجوب “تطبيق أنبل المبادئ في أدنى العوالم على سلَّم الوجود وأكثفها وأصعبها”، مكرِّرًا عبارة “أن نكون في العالم دون أن نكون منه“. فإذا قلبنا مدلول كلٍّ من حرفَي الجر في عبارة الأستاذ اليازجي العميقة نجد أنهم قلة بين الناس، على ما يبدو، مَن يفقهون معنى أن يكون الإنسان جزءًا لا يتجزأ من العالم بالمعنى الروحي للعبارة، لا بالمعنى “الانتمائي” الدنيوي السائد، في حين أن سواهم منخرطون في العالم، غارقون فيه، شأنهم شأن الغريق في مستنقع وحل، لا يعي ما يجري عليه.