أرشيف التصنيف: كتب

اللاعنف: أربع نعم – وليد صليبي

اللاعنف: أربعُ نَعَم*

وليد صليبي

وليد صلَيْبي**

 

الوجه الآخر للحق ليس الباطل، بل العنف.
إريك ڤايل، منطق الفلسفة

فيما قد يُستعمَلُ كلٌّ من اللاعنف والعنف في مواجهة طغيان
الآخرين، وحده اللاعنف يستطيع مواجهة طغيان الذات.
وليد صليبي

 

اللاعنف لاءان: لا لعنف الذات، ولا لعنف الآخرين.

الـ”لا” الأولى – لا لعنف الذات – قد تبدو طوباوية إذا ما نظرنا إليها وكأنها تسعى في لَجْم عنفٍ مفترَض مغروس في صُلْب الطبيعة البشرية – عنفٍ حتميٍّ بالتالي؛ ومن هذا المنظار بعينه، تبدو هذه الـ”لا” مناقضةً لطبيعة الإنسان. لكن الأمر غير ذلك قطعًا: فهي “لا” واقعية، بل متجانسة حتى مع ما يُسمَّى “الغرائز”، وفقًا لما توصَّل إليه عدد كبير من كبار المحلِّلين النفسيين وعلماء سلوك الحيوان وعلماء التطور وعلماء الوراثة وعلماء الأعصاب إلخ.

Continue reading

هرمن هسِّه، دميان – ديمتري أڤييرينوس

دِمْـيـان
هرمن هسِّه والتكامل الداخلي

 

ديمتري أڤييرينوس

 

ولد هِرْمَن هِسِّه سنة 1877 في بلدة كالڤ الألمانية على حواشي الغابة السوداء. عاش في شبابه صراعات نفسية مريرة باحثًا عن معنى للحياة بالأعم وعن معنى لحياته بالأخص. كتب في البداية ونشر مجموعة قصائد وخواطر ومقالات حول الموسيقى والأدب والفن، إلى أن نشر روايته الأولى پيتر كامِنْتسِنْد (1904)، مصورًا فيها شابًّا يرحل عن قريته الجبلية السويسرية ليصبح شاعرًا؛ ثم أتبعها برواية تحت العجلة (1906)، وهي حكاية تلميذ لم يكن يتواصل على الإطلاق مع معاصريه وأبناء جيله، فغادر مدرسته هاربًا عبر مدن مختلفة. تعكس هاتان الروايتان بصدق الصراع الذي كان يعتمل في أعماق الكاتب آنذاك.

Continue reading

أنتوني دو ملو، أغنية الطائر – ديمتري أڤييرينوس

أغـنـيَّـة الطَّــائـر

 

ديمتري أڤييرينوس

 

يُعَدُّ أنتوني دو مِلُّو، المتوفى سنة 1987 عن عمر يناهز الخامسة والخمسين، واحدًا من “أهل التمكين” في الخبرة الروحية. ومؤلَّفاته المنشورة بلغات عديدة، ولاسيما كتابه الأشهر سادهانا: طريق إلى الله، باتت تحظى بإقبال متعاظم عليها في العالم بأسره – لا لأن صاحبها من القلوب الفسيحة التي استطاعت أن تحطِّم الحواجز القومية والدينية والمذهبية كافة وتعانق الإنسانية جمعاء وحسب، بل ولأنه عقل عميق الأصالة أيضًا، أفلح في التأليف الباطني بين أغصان شجرة التراث الروحي الإنساني كما لم تفلح فيه غير قلة سواه، وإنْ يكن قد سلك إلى ذلك أبسط الطرق وأقربها إلى القلب والوجدان.

أنتوني دو ملو

Continue reading