أغـنـيَّـة الطَّــائـر
ديمتري أڤييرينوس
يُعَدُّ أنتوني دو مِلُّو، المتوفى سنة 1987 عن عمر يناهز الخامسة والخمسين، واحدًا من “أهل التمكين” في الخبرة الروحية. ومؤلَّفاته المنشورة بلغات عديدة، ولاسيما كتابه الأشهر سادهانا: طريق إلى الله، باتت تحظى بإقبال متعاظم عليها في العالم بأسره – لا لأن صاحبها من القلوب الفسيحة التي استطاعت أن تحطِّم الحواجز القومية والدينية والمذهبية كافة وتعانق الإنسانية جمعاء وحسب، بل ولأنه عقل عميق الأصالة أيضًا، أفلح في التأليف الباطني بين أغصان شجرة التراث الروحي الإنساني كما لم تفلح فيه غير قلة سواه، وإنْ يكن قد سلك إلى ذلك أبسط الطرق وأقربها إلى القلب والوجدان.
جميعنا يحب القصص! وفي هذا الكتاب* يشارك المؤلف قرَّاءه ديوانًا من 124 حكاية استقاها من موروثات روحية متنوعة (روسية، صينية، هندوسية، بوذية، يهودية، مسيحية، إسلامية)، قديمة وحديثة؛ في كل قصة منها عِبْرة حياتية فريدة تلقِّننا حقيقة ساطعة لا مفرَّ منها عن نفسنا وعن عالمنا، وتفصح، على نحو ما، عن وجه من وجوه تعليم دو مِلُّو.
يستعمل أغنية الطائر وسيط القصة العريق – إنما المحبَّب والفعَّال دائمًا – لإجلاء حقائق عميقة تضعنا على تماسٍ مباشر مع مصاعب الحياة اليومية وهمومها، بما هي المحك الحقيقي للخبرة الروحية، كما وعلى تماسٍ مع مخزون وعينا الإنساني المشترك. والغاية من ذلك في الحاصل، كما يقول المؤلف، هي تنمية فن تذوُّق العِبْرة من كل قصة على حدة وتصعيد الشعور بها حتى تقودنا إلى تحوُّل داخلي: “اترك [القصة] تخاطب قلبك، لا دماغك”، يشير المؤلف على القارئ، “وهذا قد يجعل منك نوعًا من المتصوف” (ص 14) – علمًا بأن “التصوف” عند دو مِلُّو هو:
فن تذوُّق المعنى الباطن لمثل هذه القصص والشعور به في قلبك إلى حدٍّ يجعلها تحوِّلك. (ص 16)
هناك، بحسب المؤلف، ثلاث طرق لقراءة القصص:
1. اقرأ القصة مرة واحدة. ثم انتقل إلى قصة أخرى. هذه الطريقة في القراءة لن تمنحك إلا التسلية.
2. اقرأ القصة مرتين. تدبَّرْ معانيها. طبِّقْها على حياتك. سيهبك هذا ذائقة لاهوتية[1]. يمكن لمثل هذا الأمر أن يتم على نحوٍ مثمر ضمن مجموعة يتقاسم أفرادُها تدبُّرهم للقصة. بذلك تكون قد تألفتْ حلقة لاهوتية.
3. اقرأ القصة من جديد بعد أن تكون قد تدبَّرتَ معانيها. أحْلِلِ الصمتَ في دخيلة نفسك ودَعِ القصة تكشف لك عن عمقها ومعناها الداخليين: شيء يتعدى الكلمات والخواطر. سيهبك هذا وجدانًا صوفيًّا. (ص 13)
فلنورد الآن، على سبيل المثال، إحدى قصص الكتاب:
عثر رجل على بيضة نسر ووضعها في قنِّ الدجاج في فناء البيت الخلفي. فقس الهيثم مع الصيصان وترعرع معهم.
وفعل النسر طوال حياته ما يفعل دجاج الفناء الخلفي، ظنًّا منه أنه دجاجة فناء خلفي. فكان ينبش الأرض بحثًا عن الديدان والحشرات، وكان يقاقي ويقوقئ. وكان من عادته أن يصفق بجناحيه ويطير بضعة أقدام في الهواء.
ومضت السنون، وطعن النسر في السن. وذات يوم رأى طائرًا بديعًا يحلِّق عاليًا فوقه في السماء الصافية، منسابًا بجلال رشيق بين تيارات الهواء القوية، بضربة واحدة من جناحيه الذهبيين القويين فحسب.
نظر النسر العجوز إلى الأعلى برهبة وسأل: “مَن هذا؟”
أجابته جارته: “ذلك هو النسر، ملك الطيور. إنه ابن السماء. أما نحن – معشر الدجاج – فأبناء الأرض.”
وهكذا عاش النسر دجاجة، ومات دجاجة – فذلك ما ظن بنفسه. (“النسر الذهبي”، ص 111)
تنطوي قصة أنتوني دو مِلُّو هذه على أمثولة موجعة عن الحياة البشرية: هي قصة عنَّا جميعًا – عنِّي، عنك، عن أي كائن بشري يكدح كي يصير، على نحوٍ ما، غير ما هو (أو هي) حقًّا؛ إنها قصة عن حال “النسر” في كل واحد (أو واحدة) منَّا، وعن الكيفية التي يحيا بها الكثيرون معظم العمر، إنْ لم يكن كله، وهم يظنون أنهم “دجاج”!
ولكنْ لا يخطرنَّ في بال القرَّاء أن المؤلف يُكِنُّ للدجاج عداءً من أي نوع! فمن الخير للدجاجة – وللخلق أجمعين – أن تكون خير دجاجة بمستطاعها أن تكونها، مثلما أن من الخير للنسر، بالمقدار نفسه، أن يكون خير نسر بمستطاعه أن يكونه. تقع المصيبة عندما يحاول النسر أن يصير دجاجة أو تدَّعي الدجاجة أنها نسر! لكن شأن الكثيرين منَّا، في ملعب الدراما البشرية، كشأن النسر في القصة: نتجاهل الشوق الهاجع فينا إلى التحليق وننصاع لمعتقدات “ثقافة الدجاج”، بكل قيودها وإشراطاتها.
الكتاب برمَّته عن إعادة اكتشاف “النسر” الكامن في كلٍّ منَّا: قدرتنا الإنسانية الفريدة على التحول الداخلي، أو التفتح الخلاَّق على الكل، الذي بوسع كلٍّ منَّا أن ينهض له ويختبره إذا شاء. فكلٌّ منَّا “مصمَّم” منذ الولادة، إذا جاز التعبير، لاجتراح إبداع يختص به، تمامًا على غرار ما هو مقدَّر للنسر أن “ينساب بجلال في السماء الصافية”، وفقًا لعبارة دو مِلُّو. وإننا لنبصر فينا، بين الحين والحين، لمحات من هذا “النسر” – في تلك الهنيهات المباركة من حياتنا، المترعة بالمعنى، كلما اكتشفنا شيئًا جديدًا، أو أبصرنا الخارق في العادي المألوف[2]، أو تَواصَلْنا عمقيًّا مع إنسان آخر أو مع الطبيعة، أو كرَّسنا موهبتنا ووقتنا لأمر جوهري نحبُّه. إن تلك الأوقات التي نتقاسم فيها والآخرين فرادتَنا، على نحوٍ لا يستطيعه أحدٌ سوانا، هي أوقات “نسرية”، لحظات نادرة نحيا فيها وفقًا لما نحن إيَّاه حقًّا، وليس بحسب ما نتوهَّم، أو يوهِمنا “الخبراء”، أنه يُفترَض فينا أن نكون:
عاد رجل ميت إلى الحياة فجأة وبدأ يقرع غطاء التابوت بشدة.
رُفع الغطاءُ وانتصب الرجل واقفًا وقال للحشد المتجمع: “ماذا تفعلون؟! أنا لست ميتًا!”
قوبلت كلماتُه بإنكار صامت. أخيرًا قال أحد المشيِّعين: “يا صاحِ، صدَّق الأطباءُ والكهنةُ جميعًا أنك ميت. فأنت ميت قطعًا.”
ودُفن الرجلُ على ما ينبغي. (“الخبراء”، ص 67)
وكتاب دو مِلُّو كتاب عن “الدجاج” أيضًا! – عن قناع الشخصية الزائفة الذي يحجب هويتنا وإبداعنا الحقيقيين؛ كتاب عن الألاعيب التي نتلهَّى بها لننخرط في حياة المجتمع ونكون “مقبولين” فيه طلبًا للنجاح الدنيوي؛ كتاب عن المقاييس المجتمعية التي نقبلها من غير تروٍّ أو تفكُّر، فنجيز لها أن تملي علينا آراءنا وخياراتنا وتصرفاتنا تبعًا لما هو “شعبي”، “مرغوب”، “واقعي”… أغنية الطائر كتاب عن الصورة التي نشكِّلها عن ذاتنا ونحرص عليها كي ننال إعجاب الآخرين، فيعترفوا بنا بوصفنا مهمِّين وذوي شأن. إنه، أيضًا، كتاب عن كيفية قيامنا – آباء ومعلِّمين، زعماء سياسيين ومرشدين دينيين – بـ”ترويض” أنفسنا والآخرين على الانصياع للتدجين. إنه، أيضًا وأيضًا، كتاب عن بلبلتنا الداخلية وعن كيف – ونحن نحسَب أننا ننتوي الخير – لا ننتج إلا الضعة والصَّغار، وذلك بترهيب الآخرين أو ترغيبهم ليذعنوا للدخول في قالب موحَّد المقاييس، مسبق التصميم ومسبق التغليف، خدمةً للتسويف أو للمراوحة في المكان:
صار [الملا] نصر الدين كبير وزراء السلطان. وذات يوم، فيما كان يتجول في أنحاء القصر، رأى صقرًا ملكيًّا.
لم يكن نصر الدين قد رأى من قبلُ قط حمامة من هذا النوع. وهكذا تناول مقصًّا وقلَّم مخالب الصقر وجناحيه ومنقاره.
“الآن تبدو طائرًا مهذبًا”، قال. “لا بدَّ أن سيدك كان يهملك.” (“الحمامة الملكية”، ص 25)
يحكي هذا الكتاب، قبل كل شيء، عن السيرورة التي تنطلق فينا منذ الطفولة والتي نقتنع من خلالها بالتدريج بأننا “حمام” ولسنا “صقورًا”. ففيه وصف دقيق للعملية التي، على مرِّ الوقت، تروِّض البشر على الاتِّباع، لا على الإبداع، على لبس قناع الشخصية، لا على الكينونة فردًا متكاملاً غير منقسم على نفسه. فعبر هذه السيرورة القاتلة، نقايض بذاتنا الأصيلة الخلاَّقة “شخصية” عادية متعارَفًا عليها، نبتني ونتعهَّد بالصيانة أقفاصًا أو قيودًا (عادات) تحُول دون الذات الخلاَّقة والطيران المحلِّق – لا لشيء إلا لنبقى آمنين، ندبُّ على الأرض، نرخم على بيضنا، نقوقئ ونصفق بجناحينا، كأي دجاجة فناء خلفي!
هذه السيرورة غالبًا ما تجعلنا متمركزين على نفسنا، غارقين في التفاهة واللاجدوى والعدمية – مع علمنا جيدًا أن الرهان عليها وعلى استمرارها يقودنا حتمًا إلى إنهاك متفاقم، وحتى إلى علل متنوعة تتفشَّى في أبداننا، فنرى علاقاتنا تسوء، ويتناقص مردود عملنا، ويتراجع رضانا عن نفسنا وعن الحياة إجمالاً، من غير أن نحرك ساكنًا – باختصار: تموت “أغنية الطائر” في قلبنا ولا نعرف الحب! وهذه العواقب تظهر لا محالة لأن حياة المرء حياةً “داجنة” ليست في واقع الأمر إلا كذبة فادحة، في حين أنه مصمَّم أصلاً ليكون “نسرًا”: كذبة نمعن في تصديقها كلما أصررنا على البرهنة لنفسنا وللآخرين على أننا أذكياء، قادرين، جميلين، جديرين. هي حياة كاذبة لأنها تتنكَّر للفطرة “النسرية” فينا: قدرتنا على الإبداع واعين وبذل نفسنا بلا حدود في حبٍّ حقيقي خالص.
قد يبدو هذا الكتاب في نظر بعض القرَّاء كتابًا في علم النفس – مع أنه لا يورد أي فنون علاجية نفسانية؛ قد توحي فصوله أو “فواصله” القليلة الأولى بأنه مرشد في تربية الطفل – وهو كذلك من بعض الوجوه؛ بينما قد توحي الفواصل اللاحقة بأنها مخصصة لكيفية إتقان العمل والنشاط المادي الخارجي – مع أنها لا تنحصر في هذا المضمار. هذا الكتاب، ببساطة، عن هذه الأمور كلها وعن غيرها كثير. هو كتاب عن أناس من مختلف مشارب الحياة وعن حيرتهم أمام معضلتها؛ كتاب يروي لنا قصصًا عن كدح الإنسان وشقائه تنطبق على الناس أجمعين، بصرف النظر عن الجنس والمعتقد والثقافة والمكانة الاجتماعية والاقتصادية أو مجال الخبرة.
وهو قطعًا ليس كتابًا وُضع بغرض “الترويح عن النفس” بالمعنى المبتذل أو الرخيص، بل للحضِّ، المتكرر في ثنايا القصص جميعًا، على أخذ حياتنا ومسؤوليتنا عنها على محمل الجد. ففيها وصف حي للفاجعة الدائرة كل يوم، بدرجات متفاوتة، في حياة كلٍّ منا – دراما الألاعيب التي لا نفتأ نختلقها لخداع نفسنا والحيلولة بيننا وبين مواجهة مخاوفنا ورؤية ما نحن إيَّاه حقًّا.
لكن هذه الدراما، نظرًا لكل ما تتيح، في المقابل، من فُرَص للنضج البدني والعاطفي والعقلي والروحي، دعوة للقارئ أيضًا إلى رصد دائم لنفسه عن كثب: “حياة لا يُفحَص عنها لا تستحق أن تُعاش”، كما قال سقراط الحكيم في مرافعته. إن الكشوف الكبرى في عالم الذات، كما تشهد لها غالبية “الراشدين” فينا، لا تتحصل لنا إلا عبر وجع مخاض مستمر، و”الراحة” الدائمة عقبة كأداء في سبيل حياة إنسانية ناضجة. حقًّا إن مَن لم يختبر “جحيمه” الشخصي لم يحيَ بحق.
لكن مكابدة كَرَب الجحيم طوال الوقت، من ناحية أخرى، ليست من قبيل الحياة التامة – وهذا من الأسباب التي حَدَت الكاتب إلى تأليف كتابه هذا. فالعديد من الناس ما انفكوا يكابدون المرارة والشك والضياع، حتى عندما “يتوفر لهم كل شيء” بالمعنى الدارج، حتى عندما يعيشون تبعًا لمتطلبات الحياة الاجتماعية (أو “التجمعية” بالأصح، كما يعبِّر أستاذنا ندره اليازجي) ليحصدوا النجاح الدنيوي البرَّاق. والكاتب، إذ وصف من خلال قصصه تفاصيل السيرورة التي تقود إلى الخواء الداخلي، كما اختبرها بنفسه، فقد فعل ذلك اعتقادًا منه بأن الخلاص من هذا الخواء يبدأ بمعرفة النفس كما هي، لا من خلال الصورة الموهومة الزائفة عنها. يذكِّرنا هذا بحوارية قصيرة من فيلم لقاءات مع رجال أفذاذ (1979) للمخرج پيتر بروك، المقتبَس عن السيرة الذاتية للمعلِّم القفقاسي ج.إ. گيورجييف، جاء فيها:
گيورجييف: أريد أن أتعلم… أريد أن أفهم.
الأمير لوبوڤدسكي: حذارِ… ماذا تعني بالتعلم؟ إذا كنت تعني به اختزان التجارب والمعتقدات فهذا سوف يكبِّلك ويحول بينك وبين المعرفة. المعرفة مباشرة. فلا يجوز لك أن تسمح لخاطر واحد حتى أن يتوضع بينك وبين ما تعرف. إذ ذاك ترى نفسك كما أنت، وليس كما تودُّ أن تكون.
ترانا نستهل “قصتنا” في سني طفولتنا، ونمضي بها حتى شبابنا، فرُشدنا، وصولاً إلى شيخوختنا. وهذه الفسحة التطورية برمَّتها مغطاة في الكتاب، لا لتقديم نظريات في نموِّ الطفل أو نصائح للوالدين، على طريقة الدكتور سپوك ذائع الصيت، بل بالأحرى لتوضيح كيفية بدء سيرورة التحقُّق والتجذُّر في الحياة الإنسانية الحقيقية.
لا بدَّ للقارئ من أن يتعرف إلى أناس من معارفه وهو يقرأ صفحات أغنية الطائر؛ لكنه سيتعرف قطعًا إلى نفسه هو في كل قصة من قصصه: “كل واحدة من هذه القصص إنما هي عنك، لا عن أحد سواك”، يقول دو مِلُّو (ص 15). وكلما تعرَّف القارئ إلى نفسه في ما يقرأ فليضحك على نفسه، وليضحك معنا جميعًا على ما يجترح من حماقات! وبالمضي قُدُمًا نحو فهمٍ أعمق لمنطويات أفكارنا ومشاعرنا وردَّات فعلنا وتصرفاتنا، وفي صيرورتنا قادرين على رؤية ما يكبح سيرنا ويحُول بيننا وبين ما نحن إيَّاه حقًّا، يمكن لنا أن نشرع في إحباط مؤامرة “التدجين” والإفلات من حبائلها القاتلة.
هذا الكتاب، في جوهره، كتاب عن الأمل – ذاك الأمل الذي يحدوك وغيرَك من القرَّاء إلى التحديق إلى وجه المخاوف التي تكبِّلك ويمكِّنك من المطالبة باستحقاقك لمنزلتك كإنسان ومن اختبار بهجة الطيران الحرِّ من جديد.
وهذا الكتاب، يزيِّن صفحاته عدد من الرسوم اللطيفة بالحبر الصيني، كتاب يُضَنُّ به، مثلما يُهدى إلى الأصدقاء الأحبة ويشارَك معهم في محتواه، ويؤتى عليه عن آخره مرات عديدة، لأنه رفيق مؤنس على طريق التفتح الروحي.
كان التلميذ دائم التشكِّي لمعلِّمه: “إنك تحجب عني سرَّ الزنْ الأعظم.” وما كان ليقبل نفي المعلِّم.
ذات يوم، بينما كانا سائرين على التلال، سمعا طائرًا يغني.
“هل سمعت ذلك الطائر يغني؟” قال المعلِّم.
“نعم”، قال التلميذ.
“طيب. فأنت تعلم الآن أني لم أحجب عنك شيئًا.”
“نعم.” (“هل سمعت ذلك الطائر يغني؟”، ص 32-33)
* أنتوني دو مِلُّو، أغنية الطائر، بترجمة أديب الخوري، سلسلة “الحكمة” 3، دمشق، 2000، 190 ص.
[1] “اللاهوت”، بحسب تعريف دو مِلُّو غير الاتِّباعي، هو: “فن رواية القصص عن الألوهة. وهو فن الاستماع إليها أيضًا” (ص 16).
[2] “ليس المهم أن يحيا المرء أمورًا خارقة، بل أن يحيا الأمور العادية بشكل خارق” – هذا ما نصح لنا به ذات يوم صديقنا المرحوم رونيه فواريه.