تاريخ المعرفة ومعرفة التاريخ
عند جابر بن حيان
پيار لوري*
أورثتنا الكيمياء، ناطقةً باللسان العربي، أدبيات غزيرة، غنية، تتقاطع فيها حضارات عدة. وهي تنتسب صراحة إلى ماض إغريقي ويوناني-مصري، كما تكثر فيها المقبوسات عن أصحاب الكيمياء (= الحكماء) القدماء؛ لا بل إن حواشي كاملة من العقائد الفلسفية (= الكيميائية) باللسان العربي تحيل إلى أقداء من العصور القديمة، المبكرة والمتأخرة. ولقد نهض باحثون ألمعيون لاقتفاء أثر هذه المصادر وخصصوا لها أعمالاً باهرة، نخص بالذكر منها دراسات پاول كراوس. ومع ذلك، فإن العمل المتبقي لا يزال كثيرًا.
لكن السؤال المطروح هنا هو، بالحري، حول معرفة المغزى من هذه المقبوسات عن مصنفات قديمة، مغلوطة النسبة غالبًا: لماذا استشعر مؤلفون، لا مراء في إسلامهم ولا لبس فيه، حاجة الاقتباس عن فيثاغورث أو أفلاطون أو هرمس؟ ألأن الكيمياء انتقلت إليهم بواسطة الإغريق؟ أغلب الظن أنْ نعم؛ لكن هذا الإثبات نصف صحيح: فالغالبية العظمى من جملة المصنفات في الكيمياء الموضوعة بالعربية والمنسوبة إلى مؤلفين إغريق لا تقابل أي نصٍّ أصلي معروف؛ كما يبدو أن جزءًا لا يُستهان به من هذه الكتب المنحولة وُضعت بالعربية رأسًا في العهد الإسلامي – إلا إذا كنا بصدد كتب منقحة تنقيحًا جذريًّا. لقد كان بوسع واضعيها أن يستغنوا فعلاً عن كل ذكر للأصل المقتبَس عنه، كما هو شائع الحدوث في المناخ الثقافي للعصر الوسيط، حيث كان مفهوما الاقتباس والانتحال غير ساريين بتاتًا، فكان بوسعهم خصوصًا أن ينسبوا جميع مصنفاتهم في الفلسفة إلى الإمام علي، صهر النبي محمد، أو إلى جعفر الصادق، سادس أئمة الشيعة، أو إلى الأمير الأموي خالد بن يزيد، أو إلى غيرهم من المؤلفين المسلمين الذين عُزيت إليهم صنعةُ الكيمياء. بيد أننا نشهد ظاهرة غريبة: لقد نسب مؤلفون مسلمون، كتبوا في القرنين الثاني والثالث للهجرة أو حتى بعدهما، رسائلهم الفلسفية إلى هرمس[1] أو إلى أفلاطون إلخ. فإذا كانوا قد ابتنوا ماضيًا قديمًا، يونانيًّا على وجه التحديد، فلأن ذلك لا ينطوي على رؤية معينة للعلم وحسب، لكنْ على تصور لتسلسل التاريخ أيضًا.
حول هذه النقطة بالذات أود أن أتفكر معكم اليوم. وسأستند للقيام بذلك إلى رسائل جابر، أي إلى جملة من المصنفات في الكيمياء تتضمن بضع مئات من الرسائل المنسوبة إلى امرئ يدعى جابر بن حيان، تلميذ الإمام الشيعي جعفر الصادق (ت 765). فالواقع هو أننا لا نعلم يقينًا إنْ كان جابر هو واضع هذه الرسائل الفلسفية كلها، ولا حتى إنْ كان الرجل قد وُجد أصلاً؛ إذ إن المصنفات الجابرية دُونت، في معظمها، بين النصف الثاني من القرن التاسع والنصف الأول من القرن العاشر[2]. غير أننا سنستمر في الكلام على "جابر" بصيغة المفرد تسهيلاً، ولأن هذا المذهب "الغيبي" تتخلله وحدة فكرية حقيقية.
المراجع القديمة للكيمياء العربية
كان الفلاسفة العرب يرجعون إلى عدد معين من الحكماء الأقدمين الذين عينوا لهم مواقع في الماضي قبل الإسلام. ولا حاجة إلى البحث عن اتساق منطقي أو تسلسل تأريخي في رؤيتهم لهذا الماضي؛ فالأسماء كثيرًا ما تورَد من غير أن يكون بالوسع تخمين القصد الدقيق من وراء ذلك تمامًا. لكن فكرة ثابتة تتخلل هذه الرؤية، ومفادها أن التعليم الفلسفي قد مرَّ بأطوار ومراحل. وإننا لنصادف ثلاثة تصورات لهذا التطور.
أحد هذه التصورات يعزو بداية تدبير صنعة الكيمياء إلى حكيم أول يدعى أريوس. وبذا فإن أريوس هو "أبو الكيمياء"؛ لكننا لا نعرف الشخص الذي يرتبط به هذا الاسم[3]. ويشير جابر أنه في الواقع ليس مخترع الكيمياء، بل "أستاذها" الأول فيمن وصله خبرُهم من الحكماء؛ وهذا بدوره نقل علمه، على حدِّ قول جابر، إلى عدد من التلاميذ. وقد وضع له تدابير مطولة، باستعمال العديد من الآلات، وافتتح بذلك شوطًا أولاً، مدبرًا الحجر بالتدبير الأول[4]. أما ألمع أخلافه فهما فيثاغورث[5] (الذي تُنسَب إليه خصوصًا مبادئ علم العدد) وبالأخص سقراط، حيث يسمي جابر هذا الأخير "أبو الفلاسفة وسيدها كلها"[6] ويعدُّه أعظم بني قومه. وقد جمع جابر عددًا من الأقوال المنسوبة إليه في مصححات سقراط، وهو ينسب إليه مذهبًا في التوليد أو التكوين بالصناعة[7]، كما يشير إلى وجود تعليم "سقراطي" في علم العدد.
وبعد سقراط، جاء عدد من الفلاسفة بسَّطوا تدبير الصنعة[8]؛ وهؤلاء يمثلون شوطًا ثانيًا: لقد كُسِرَ التدبيرُ الأول، واختُصرت مدتُه كثيرًا، وذلك من غير انتقاص للحاصل النهائي. والمؤلف الرئيس لذلك العهد (بعد أغاذيمون[9]) هو أفلاطون؛ وهذا أسرَّ إلى تلميذه طيماوس (كذا) بتعليم سرَّاني في مصححات أفلاطون. وقد فاق معلِّمه سقراط، مضيفًا إلى البُعد العملي للفلسفة صياغة نظرية عقلية. وهذه النقطة أساسية هنا، بما أنها تشدد على مفهوم التدرج أو التطور في السياق التاريخي لهذا العلم. وهذه النظرية "الأفلاطونية" تقوم على معرفة الأسطقسات (العناصر) الأربعة، وكذلك على فكرة أن الإنسان – العالم الصغير – يستطيع معرفة هذه العناصر وطبائعها ويسخِّرها بواسطة الكيمياء:
وجعل – تعالى – الإنسان وحده أميرًا على كل شيء دونه بما وهبه له – تعالى – من العقل النفيس والجوهر الرئيس. فمن ذلك أنه جعله مميزًا للعالم الأعلى – وهو الغاية التي ليس وراءها مطلب ولا لأحد عنها مرغب – وأقدره على تميُّز العالم الأوسط الذي هو عالم الكون والفساد، الذي هو من عند فلك القمر إلى مركز الأرض، من الطبائع الأربعة التي هي النار والهواء والأرض والماء. وجعل – تعالى – الإنسان بجسمه عالَمًا صغيرًا كائنًا من مزاج هذه الطبائع الأربعة، وجعله بعقله عالَمًا كبيرًا: إذ كان قد يدرك كنه الطبائع التي هو منها كائن، ويدرك علل العقل بما فيه منه؛ فصار لذلك قادرًا على فصل ما فيه من طبائعه وجواهره وأعراضه وأجناسه وأنواعه، وفرَّق ما بينهما من المخالفات ووصل <ما> بينهما من المماثلات، واستنبط ما فيهما من لطيف رموزها وباطن أسرارها وبديع آثارها – فكان الإنسان هو الحكيم بالحقيقة والوالي بتدبير الخليقة.[10]
والعمليات التي يذكرها أفلاطون والآلات التي يصفها تنحو أساسًا نحو محاكاة الطبيعة. كما أن أنباذقليس (أمپذوقليس) وغيره من الفلاسفة القدماء كثيرًا ما يرد ذكرُهم في المقاطع من مصنفات جابر التي يسرد فيها أقوال غيره من الحكماء وآراءهم.
يتسم الشوط الثالث من هذا التطور بظهور علم الموازين. ولا يورد جابر اسم المصنِّف الذي بدأ معه هذا العلم؛ فقد يكون بَليناس[11] أو حتى جابر بالذات هو المقصود. وهذه "الموازين" عبارة عن جملة من العلاقات الرياضية تتيح حساب نسب الأسطقسات في مختلف تحولات الطبيعة؛ وهذا يتيح فهم تطورات المعادن وغيرها من الجواهر والتسلط على مجاريها باختصار أقصى ما يمكن من الوقت والجهد[12]. وبذا فإن تعليم الفلسفة لم يعدَّل، لكن بيانه توضَّح وتنفيذه تيسَّر ومنفعته عمَّت.
لكننا نجد، في أماكن أخرى، أنسابًا أكثر أسطورية: كأنْ يُنسب فنُّ الكيمياء إلى هرمس. والعديد من المؤلفين المسلمين يميزون في الواقع بين ثلاثة هرامسة (ومنه اسم "المثلث بالحكمة" Trismégistos). ويبدو أن أول هؤلاء الهرامسة عاش قبل الطوفان وأنه يتطابق مع شخصية أخنوخ التوراتية، وهو الذي علَّم البشر علوم الكتابة والمعمار والفلك والرياضيات (= علوم العالم الكبير)؛ وثاني الهرامسة جاء بعد الطوفان، وعلَّمهم الطب وصناعة الأدوية (= معرفة العالم الصغير)؛ وثالثهم استعاد العلوم السابقة وأضاف إليها ولقَّن البشر أصول علوم الغيب والكيمياء (التوافقات؛ العالم الأوسط)[13]. ولنتذكر بأن بَليناس الطُواني قد وضع، في أعقاب لقاء مع هرمس، كتابه سر الخليقة، الذي يحوي أول نص معروف لكتاب اللوح الزمردي الذي ذكره جابر أيضًا:
وقد أتى بذلك بليناس الحكيم، حيث ذكر نقش اللوح الذي في يد هرمس؛ وهو قال حقًّا يقينًا لا شك فيه: "إذا كان الأعلى من الأسفل والأسفل من الأعلى، عمل العجائب من واحد، كما كانت الأشياء كلها من واحد. وأبوه الشمس وأمه القمر، حملته الأرض في بطنها وغذته الريح في بطنها نارًا صارت أرضًا. أغذوا الأرض من اللطيف بقوة القوى، يصعد من الأرض إلى السماء، فيكون مسلطًا على الأعلى والأسفل."[14]
وهذه النسبة إلى هرمس تجيز إقامة جسر بين المنقول الإغريقي-الإسكندري والقصة المقدسة القرآنية-التوراتية. وبالفعل، يقال إن هرمس (الأول أو الثالث أو من دون تحديد) هو إدريس، الصدِّيق النبي المجهول الذي يذكره القرآن تلميحًا (سورة مريم 56-57؛ سورة الأنبياء 85) وتشي السير النبوية بأنه قد رُفع إلى السماوات حيًّا. وبذلك فإن الكيمياء تندرج في التاريخ القدسي الإسلامي؛ وهذا ما يجيز ظهور رؤية ثالثة إلى تاريخ الكيمياء تعزو تعاليم فلسفية إلى الأنبياء الكبار المذكورين في التوراة والقرآن:
وأما طائفة قد ذكرت أن هذا الأمر [علم الحجر] لم يزل يرد على الأنبياء – عليهم السلام – تفضلاً من الله – تعالى – لئلا يكون بهم حاجة إلى ما في أيدي الناس بوحي يوحي به الله – تعالى – إليهم. ونفد ما كان من ولد آدم وخلافهم وتفرُّقهم في البلاد وانقطع، فلم يظهر إلى أن ظهر موسى بن عمران – عليه السلام – وأنه كان يعمله [الحجر] من ثمانية أدوية وأن قارون سرقه منه، على ما قصصنا خبره في أثناء كتبنا هذه وفصولها […].[15]
وفي كتاب أسطقس الأس الثاني تشديد على أن الأنبياء حتى يتلقون علم الكيمياء وحيًا:
قال قوم: ليس يحتاج العلم إلى تدبير، وإن الإكسير في العالم موجود في حكمة ما خلقه الله – عز وجل –، وإن موسى وسائر مَن أومأنا إليه من الأنبياء والأئمة الصالحين ما عملوا قط شيئًا، وإنما أوحى الله – تبارك وتعالى – إليهم بعلم ذلك الحجر فقط، فعملوا منه ما يقال إنه يُعمل بالتدابير.[16]
وهناك أقوال فلسفية منسوبة إلى إبراهيم، من نحو: "إن العمل في البيضة وليست ببيضة"[17]؛ كما لعب موسى دورًا، كما يشير إلى ذلك اثنان من المقبوسات السابقة. وعيسى المسيح، "روح الله وكلمته"، مذكور هو الآخر، بوصفه القائل على سبيل المثال: "إن الأب هو روح القدس، ومنه الابن"، وكذلك: "مَن لم يكن له سيف فليشتر سيفًا"[18]. ويؤكد جابر أنه وضع تفسيرًا (كيميائيًّا) للتوراة والإنجيل والزبور والمزامير بعد قراءتها بمعونة معين[19]. مذكورون أيضًا مؤلفون أحدث، مثل زوسيموس الرومي[20] أو حتى مارية القبطية[21].
نحن، إذن، بصدد ثلاث رؤى لتاريخ الكيمياء، ذات ثلاثة أنساب مختلفة، متباينة. ولا تهم التناقضات هنا، لأن نصوصنا العربية لا تشكل كلاً متجانسًا، وإنْ كانت تشترك جميعًا في فكرة انتقال علم إلهي. إلى ذلك، فإن جابرًا يربط صراحة بين النسبَين الفلسفي والنبوي:
وإنما ذكرنا أمر الشرع في حواشي كتبنا لأن الشرع الأول إنما هو للفلاسفة فقط؛ إذ كان أكثر الفلاسفة أنبياء، كنوح وإدريس وفوثاغورس وثاليس القديم، وعلى مثل ذلك إلى الإسكندر.[22]
وهذا العلم، كما يشدد جابر، لم ينقطع منذ العصور القديمة عبر فضائل العقل[23]. ثمة إذن تطابُق بين النسبَين الفلسفي والنبوي: يتكلم جابر على سقراط بوصفه "سيد" الفلاسفة، مثلما كان جعفر "سيده" هو. فما معنى هذا كله؟ معناه أنه يوجد منذ الأصول نقل باطني للعلم؛ والمقصود عمقيًّا توضيع تصورات إسلامية على المنقول الفلسفي: النقل عبر الأئمة (الوصايا) عند الشيعة، وعبر مُسارَرة الشيخ للمريد (البيعة) التي نقع عليها لدى الصوفية. لكنْ لا بدَّ هنا من التذكير بفارق: العلم الفلسفي يتطور من حيث الإتقان منذ الأصول، أو بالأدق، يمر من حال مختصرة للغاية وباطنية إلى جهر به أكثر فأكثر انفتاحًا.
الآفاق الأخروية للكيمياء
يجيز لنا النظر في الآفاق الأخروية للكيمياء العربية، فيما أظن، أن نحيط إحاطة أفضل بعلة استحضار جميع هؤلاء المؤلفين القدماء. وهذه الآفاق ولدت بالدرجة الأولى في التيار الشيعي، على ما يبدو؛ وفيه أيضًا ظهرت للملأ على أكثر ما يكون من الوضوح. والمرجعية الرئيسة هنا لا تزال هي المصنفات المنسوبة إلى جابر بن حيان، بالإضافة إلى أعمال أخرى، كمصنفات عز الدين الجلدكي (القرن الرابع عشر). وهؤلاء المصنفون يندرجون، بخصوص الفترة التي يعاصرونها، في منظور إسلامي قطعًا:
وقالت طائفة إن العلم الذي نحن في ذكره إنما يكون للنبي فقط، وهو الأسطقس، وإن النبي يعلِّمه للوصي[24]، وهو الأس نفسه. وتنازع الناس في ذلك منازعات كثيرة لا يمكن إيراد جميعها <…> لأن كتبنا تضيق عنها، إما لطولها وإما لكثرة ما خلط الناس بها المحالات.[25]
والواقع أن غلو جابر في تشيُّعه يجعله يضع الإمام في مقام أعلى من مقام النبي، من حيث إن علم الباطن أسمى من عقائد أهل الظاهر وأحكامهم التي هي بمثابة أساسه الشرعي. وهذا العلم الفلسفي، حسب جابر، هو وقف على كبار الأئمة:
فإن كنت إنسانًا فستعلم ما فائدة ذلك، وتحرص على جمع كتبنا هذه، وتأخذ منها علم النبي وعلي وسيدي [جعفر] وما بينهم من الأولاد، منقولاً نقلاً مما كان وهو كائن وما يكون من بعدُ إلى أن تقوم الساعة.[26]
فبالفعل، لا تصادَف تعاليم في الكيمياء صريحة منسوبة إلى النبي محمد نفسه؛ وهذا لا ينطبق على الإمام علي الذي كان، حسب الشيعة، وارثه، خليفته الوصي على التعليم الباطني بالأخص:
قالت طائفة إن نبينا محمد بن عبد الله – عليه الصلاة والسلام – قد ذكر ذلك وأبان عن صحته؛ وكذلك علي بن أبي طالب – عليه السلام – بما ذكرناه في كتابنا في الإمامة، الذي هو سبع عشرة مقالة، حيث سئل وهو يخطب خطبة البيان وقد قيل له: "هل الكيمياء لها كون؟" قال: "إن لها كونًا، وقد كان وهو كائن وسيكون." فقيل له: "وما هو، يا أمير المؤمنين؟" فقال: "إن في الزئبق الرجراج والأسرب [= الرصاص] والزاج والحديد المزعفر وزنجار النحاس الأخضر لَكنوز الأرض، لا يوقَف على غابرهن." فقيل له: "يا أمير المؤمنين، لم نفهم!" فقال: "اجعل بعضه أرضًا وبعضه ماءً، فافلح الأرض بالماء، وقد تم العمل." فقيل له: "يا أمير المؤمنين، لم نفهم!" فقال: "لا زيادة على هذا، وإن الفلاسفة القدماء ما زادت لئلا يتلاعب به الناس."[27]
إن خطبة البيان[28] هذه، ذات المرمى الباطني والمنسوبة إلى الإمام علي، تتضمن مقطعًا كيميائيًّا استعاده الجلدكي وشرحه[29]. كذلك فإن جعفر الصادق، سادس الأئمة، يُنسب إليه تعليم فلسفي لا يُستهان به، كما تُنسب إليه نصوص من الواضح أنها منحولة. لكن المهم في الأمر أن جابرًا يرى فيه مسلِّكه في علم صناعته بامتياز: فقد كان ملهمها، الآمر بتأليفها ومرتِّبها، ولعله، إذا جاز القول، أملى عليه مقاطع كاملة منها[30]؛ فهو، إذ "كرَّمه [الله] بالإمامة ومنزلة النبوة والعلم بالغيوب"[31]، كان علمه "محيطًا بكل شيء"[32] ويتخطى بذلك مجرد المنقول عن أسلافه.
الكيمياء هنا مثال بليغ على العلم السرَّاني الذي يسوقه الأئمة إلى صفوة من الرجال فحسب. والباحث قد يكون مقربًا من الإمام، وقد يكون أيضًا متوحدًا. وإن شخصية اليتيم هذه هي المذكورة في رسالة صغيرة مدهشة عنوانها كتاب الماجد[33]. والعمل الكيميائي يقع عند نقطة الاتصال بين الكدح الفردي وبين التلقي الذي لا غنى عنه لتعليم سرَّاني يتم بالصحبة والمجاورة. إذ إن التلميذ يصير واحدًا مع معلمه، كما تشي بذلك مقاطع عديدة[34]؛ فالغاية، بالفعل، هي بلوغ تعليم الإمام. ولكن، ما المقصود بذلك في العمق؟ وكيف يمكن للعمل الكيميائي أن يلتحق بالتحقق الروحي حسب التشيع؟ الإمام هو الإنسان الكامل؛ واكتساب علم الإمام ليس استيعاب علم بعينه وحسب، بل هو فهم سر الفطرة الإنسانية أيضًا؛ وسر الفطرة الإنسانية هو سر الكون. وإننا لنجد في اللب من الفلسفة (= الكيمياء) الإسلامية فكرة الإنسان بوصفه عالَمًا صغيرًا، انعكاسًا، مختصَرًا للعالم الكبير وحافزًا له؛ ونجد، كذلك، فكرة صنعة الكيمياء بوصفها العالم الأوسط. وهناك مقاطع عدة من المصنفات الجابرية تشي بأن اكتشاف سر الحجر، "إكسير الأكاسير كلها وخميرة الخمائر"، إنما هو رؤية الإمام بالذات عيانًا[35].
إن تسلسل التاريخ القدسي يوافق تطور هذه المعرفة. لقد كان الفلاسفة في العصور القديمة قد علَّموا هذا السر بطريقتهم؛ لكن العهد الإسلامي هو آخر عهود التاريخ البشري وتمامها، وسيكون العهد الذي تؤول فيه جميع الأسرار إلى الانكشاف – وهذا الكشف هو سمة هذا التمام نفسها؛ وبهذا المعنى، فإن الفلسفة عامل فعال من عوامل تاريخ الإنسانية. فمن هذا المنظور يجب فهم هذه الرؤيا التكليفية التي رواها جابر في مصنفه كتاب الرحمة الصغير:
ثم إني نمت ليلتي تلك، فرأيت في نومي كأني قائم وسط بساتين ورياض وأزهار وأنهار، وأنا أمد يدي إلى تلك الفواكه وأقطف منها وأطعم جماعة حولي؛ وعن يميني نهر من عسل ممزوج بلبن، وعن يساري نهر من خمر، وقائل ينادي في سري: "يا جابر، نادِ أصحابك إلى هذا النهر الذي عن يمينك ليشربوا منه، وامنعْهم من هذا الذي عن يسارك وحرِّمْ عليهم شربَه." فقلت له: "مَن المخاطِب لي؟" فقال: "نور قلبك الصافي المضيء." فانتبهت لوقتي وفكري يجول في وضع الكتاب. فلما أصبحت، مضيت إلى سيدي [جعفر] وأنا مسرور بالمنام، وأعلمته بذلك. فقال: "احمد الله واشكرْه الذي نوَّر قلبك وندبك إلى الخير. اخرجْ من عندي في ساعتك هذه، واقصدْ ما نُدبت إليه، واستعنْ بالله في ذلك."[36]
ولنذكِّر أيضًا بأن المصنفات الجابرية يتخللها مذهب في التناسخ[37]: فمن دور إلى آخر، يترقى العارفون إلى منازل أعلى فأعلى في العرفان. إذ إن هناك مراتب باطنية من النفوس السماوية، مؤلفة من خمس وخمسين من "الأشخاص" أو "الأعلام" الذين تجتمع فيهم علوم الذات الواحدة، التي هي ذات الإمام[38]. والعارف مدعو إلى الارتقاء من منزلة إلى المنزلة التي فوقها، فيما هو يحتفظ بصورة إنسانية أرضية، حتى يبلغ مقام الإمام. فما هو الثقل، "الكدر" الذي يحط من صورة الإنسان الأولى التي رسبت في "المزاج"، وما هي "الرحمة" التي ترتفع به؟ الكدر هو الجهل (بفطرته الحق)، والرحمة هي العرفان. والحكمة عرفان منجٍّ، يخلِّص العارف من كدره ويصفو به؛ وهي، بهذا المعنى، "أخت النبوة"، على ما جاء في خطبة البيان. العارف يصير ما يعرف؛ والحكمة تعينه على معرفة سر الإمام، سر الفطرة الإنسانية. وهذا يجب الربط بينه وبين التأكيد المركزي للتشيع الجابري: الإمام هو المخلص؛ فمَن عرف الإمام حق معرفته لم يعد محتاجًا إلى تكرير وكف عن التناسخ[39]. وحين تبلغ جميع النفوس المصطفاة غايتها وتقترب من مرتبة الإمام القائم يكتمل التاريخ وتقوم الساعة[40].
فكيف نضع ذلك في سياق تاريخ الأحداث؟ لا ننسَ أن تأريخ المصنفات الجابرية إجمالاً سابق لتاريخ وضعها الحقيقي؛ فأغلب الظن أنها دُوِّنت في معظمها في القرنين التاسع والعاشر. ففي ذلك العصر، تكاثرت التيارات الشيعية الألفية[41] التي لم يكن الإسماعيليون القرامطة والفاطميون إلا أشهرها من جراء نجاحهم السياسي والعسكري وتأسيسهم لدول قوية مرهوبة الجانب. وكان انتظار ظهور الإمام شديدًا، بحيث كان على القادة الشيعة أن يجدوا مسوغات لتعليل تأخُّره: من ذلك التعديلات الحاصلة على الإمامية عند الإسماعيليين الفاطميين، ومنه إعلان الغيبة الكبرى عند الشيعة الاثني عشرية. وبوسعنا أن نعتبر أن تدوين المصنفات الجابرية يوافق بحدِّ ذاته محاولة لتبرير هذا التأخير: سيحين قيام الساعة عندما يُكشَف عن غوامض أسرار العلوم الفلسفية وتذاع إلى أهلها – وبوجيز القول، حين يُعرَف عمل جابر ويُعترَف به[42].
هذه اللحظة الرؤيوية النشورية هي المذكورة في رسالة موجزة بعنوان كتاب البيان[43]: ففيه يبين جابر التماثل بين دور اللغة (البيان) – حيث الصورة البيانية تنقل من القول إلى المعنى، من المحسوس إلى المعقول – وبين دور الظواهر الأرضية التي تدرسها الفلسفة (= الكيمياء) والتي تكشف عن معنى التاريخ بالذات. فما هو معنى التاريخ؟ إنه اكتمال الحضور المحوِّل لشخص الإمام عند الكل، هذا الإمام الذي ليس غير حجر الفلاسفة. وتُختتم الرسالة بالنبوءة التالية:
وهذا الشخص، يا أخي، لن يظهر إلا في القرانات المقتضية للانتقالات. إذا هُجرت العلوم وفسدت الأديان وعمَّ الفساد، فإنه يظهر إصلاح بأسره، فيكون أول إصلاح يبدو منه فيه تصنيف الكتب في العلوم الباطنة المهجورة وإيضاح براهينها. ثم يقوم بعد ذلك بالسيف، فيصلح به مَن لا يصلح بالعلوم من النفوس المحتاجة إلى التكرير في غير أشخاص العظَمة، لأن هذه النفوس تجري مجرى الجرب المعدي لفساده ومجرى الخبيثة في الأعضاء وأشباه ذلك. ولهذا الشخص الكريم أعِدَّت الدفائنُ والكنوزُ القديمة، ويظهر فيما يلينا في قران القوس – فاعلم ذلك.[44]
اختصارًا لكل ما سبق، إلامَ يتقاطر دفق التاريخ الإنساني؟ المصنفات الجابرية، على ما نرى، لا تعلن وقوع مبشرات أخروية من نمط سياسي بحت. هناك إيضاح لذلك وارد في مقطع من كتاب إخراج ما في القوة إلى الفعل:
وإذ قد أتينا على ذلك فلنقل: اعتقاد الصنعويين في الصنعة أنهم يعتقدون أن العالم إنسان كبير، والصنعة إنسان أوسط، والإنسان [الأرضي] إنسان صغير […] وأنه إنما صار إنسانًا كبيرًا باقيًا لهذه العلة، يُحسن معرفتَه بالسياسة ويُظهر التدبيرَ في البقاء؛ فكان إنسانًا كبيرًا لا نهاية له، كما ترى الأشياء تنشأ ضعيفة أولاً، ثم تقوى مرتبةً مرتبةً على ذلك، إلى أن تنتهي إلى آخرها حتى تكون لها غاية.[45]
التاريخ، حسب الفلسفة (= الكيمياء) العربية، ليس إذن إلا ذاك: إنه الزمان الضروري للبشر قاطبة حتى يتمكنوا، تدريجيًّا، من الصيرورة إنسانًا كاملاً. وبهذا المعنى، حين يلتقي اليتيم الإمامَ ويتماثل معه فهو يحقق معنى التاريخ. فكما كتب هنري كوربان:
إن معنى صنعة الكيمياء بالذات هو استيلاد الجسد الممجد Corpus Glorificationis، هذا الكائن الجديد الذي تشير إليه مئات الأسماء والصور المختلفة. وهذا العمل لا ينفصل عن المواد المحسوسة التي يعالجها […]؛ فالكيمياء شكل من أشكال الكدح يلقي بقصده في الأجسام الطبيعية، وذلك لاستبطانه عندئذ وإذابة جسد القيامة الصوفي، الخالي من كل خَبَث، وقولبته في الآن نفسه في باطن المريد.[46]
المترجم عن الفرنسية: ديمتري أڤييرينوس
المراجع العربية
– جابر بن حيان، تدبير الإكسير الأعظم: 14 رسالة في صنعة الكيمياء، بتحقيق وتقديم پيير لوري، طب 2 (مع مقدمة خاصة)، دار ومكتبة بيبليون، جبيل، 2009.
– جابر بن حيان، مجموعة مصنفات في الخيمياء والإكسير الأعظم (رسائل مهمة في العلوم الكيمياوية والصنعية لجابر بن حيان وغيره من الحكماء والفلاسفة، بإشراف م. برطلو وتحقيق أ. هوداس، صورة عن طبعة 1893 + مصنفات في علم الكيمياء للحكيم جابر بن حيان الصوفي، بتحقيق إ.ي. هولميارد، صورة عن طبعة 1928)، بدراسة وتقديم پيير لوري، طب 2، دار ومكتبة بيبليون، جبيل، 2008.
– جابر بن حيان، مجموعة من رسائل جابر بن حيان (مختار رسائل جابر بن حيان، باختيار وتحقيق پول كراوس، صورة عن طبعة 1935)، بتقديم عبد الرحمن بدوي، طب 2، دار بيبليون، باريس، 2009.
المراجع الأجنبية
– CORBIN, Henry (1986), L’alchimie comme art hiératique, Paris, L’Herne.
– KRAUS, Paul (1942), Jābir ibn Hayyān – Contribution à l’histoire des idées scientifiques dans l’Islam – Jābir et la science grecque, Le Caire, IFAO ; rééd. Paris, Les Belles Lettres, 1986.
– KRAUS, Paul (1943), Le Corpus des écrits jābiriens, Le Caire, IFAO.
– LORY, Pierre (1989), Alchimie et mystique en terre d’Islam, Lagrasse, Verdier.
– LORY, Pierre (2000), « Eschatologie alchimique chez Jābir ibn Hayyān », dans Mahdisme et millénarisme en Islam, REMMM, Aix-en-Provence.
– PLESSNER, Martin (1990), article « Hirmis » dans l’Encyclopédie de l’Islam, t. III, Leiden, E.J. Brill.
– VERENO, Ingolf (1992), Studien zum ältesten alchemistischen Schrifttum – Auf der Grundlage zweier erstmals edierter arabischer Hermetica, Berlin, Klaus Schwarz Verlag.
* دكتور في الدراسات العربية والإسلامية، اختصاصي في التصوف. مدير دراسات في "المدرسة التطبيقية للدراسات العليا"، القسم الخامس (علوم الدين). نشر مؤلفات ومقالات عديدة في التفسير الصوفي للقرآن ولصنعة الكيمياء ولعلم الحروف وفي تعبير الرؤيا في التراث الإسلامي. يشغل حاليًّا منصب المدير العلمي للمعهد الفرنسي للشرق الأدنى (دمشق).
[1] راجع: إ. ڤيرينو، دراسات لأقدم النصوص الكيميائية على أساس رسائل هرمسية عربية محققة للمرة الأولى (بالعربية والألمانية)، برلين، 1992.
[2] راجع: پ. كراوس، ترتيب مصنفات جابر، القاهرة، 1943، ص 57-65 من المقدمة الفرنسية.
[3] هل هو الإله آرس/مارس، "سيد المعادن"؟ راجع: پ. كراوس، جابر بن حيان، مساهمة في تاريخ الأفكار العلمية في الإسلام: جابر والعلم اليوناني (بالفرنسية)، القاهرة، 1942، ص 54-55؛ كتاب السبعين، في مجموعة من رسائل جابر بن حيان، ص 257.
[4] راجع: كراوس، جابر والعلم اليوناني، ص 56-57؛ كتاب السبعين، المصدر نفسه، ص 257.
[5] فوثاغورس أو فيثاغورس، كما يرد اسمه في رسائل جابر. (المحرِّر)
[6] كتاب التجميع، في مجموعة من رسائل…، ص 538.
[7] "التكوين"، كما يسميه جابر، علم يجيز بالصناعة محاكاة "موازين" الطبيعة في تكوينها الكائنات، ولاسيما من النبات أو الحيوان. (المحرِّر)
[8] راجع: كراوس، المصدر السابق نفسه، ص 56؛ كتاب السبعين، المصدر السابق نفسه، ص 257-258.
[9] هو أغاثوذَيمون (ت حوالى 300 م): فيلسوف يوناني عاش في مصر الرومانية المتأخرة؛ يستند أكثر ما وصلنا عنه من معلومات إلى مقاطع من رسائل في الكيمياء من العصر الوسيط، أهمها كتاب أنپيغرافوس Anepigraphos الذي يذكر مصنفات تُنسب إليه وتعود إلى القرن الثالث. معروف أساسًا بوصفه للعناصر والمعادن، وبالأخص وصفه للتحصُّل على الفضة وعلى مركَّب أطلق عليه اسم "السم الناري"، لعله ثالث أكسيد الزرنيخ. (المحرِّر)
[10] كتاب أسطقس الأس الأول، في مجموعة مصنفات في الخيمياء والإكسير الأعظم، ص 350-351.
[11] هو أپولونيوس التياني (ت حوالى 97 م)، المعروف ببَليناس (أو بَلَنْياس) الطُواني في التراث الفلسفي العربي: فيلسوف يوناني على المذهب الفيثاغورثي المُحدَث. (المحرِّر)
[12] راجع مثلاً: كتاب الموازين الصغير، في مجموعة مصنفات…، ص 187-213؛ نخب من كتاب الميزان الصغير، في مجموعة من رسائل…، ص 167-201.
[13] راجع: م. پلسنر، مادة "هرمس" في الموسوعة الإسلامية.
[14] كتاب أسطقس الأس الثاني، في مجموعة مصنفات…، ص 378.
[15] كتاب أسطقس الأس الثاني، المصدر نفسه، ص 374.
[16] المصدر نفسه، ص 379؛ راجع أيضًا ص 376-377.
[17] المصدر نفسه، ص 378.
[18] كتاب الحجر، في مجموعة مصنفات…، ص 308؛ كتاب أسطقس الأس الثاني، المصدر نفسه، ص 378. [قارن أيضًا: إنجيل يوحنا 14: 26؛ إنجيل لوقا 22: 36. (المحرِّر)]
[19] كتاب الموازين الصغير، المصدر السابق نفسه، ص 197-198.
[20] هو زوسيموس الپانوپولسي (ت حوالى 250 م): فيلسوف يوناني مصري المولد، ذهب إلى أن جميع الجواهر مؤلفة من عناصر الطبيعة الأربعة: النار والماء والهواء والتراب. جمع علوم الـخيميا khêmia، كما كانت تُسمى في عصره، في موسوعة من 28 مجلدًا، ويعود إليه الفضلُ في معرفتنا بالكيمياء المصرية-اليونانية. لكن معظم هذه المعرفة دمِّر على أيدي الإمبراطور ديوقلتيانُس والمسيحيين الذين أحرقوا مكتبة الإسكندرية في العام 391. (المحرِّر)
[21] راجع مثلاً: كتاب الحبيب، في مجموعة مصنفات…، ص 140؛ كتاب الحجر، المصدر السابق نفسه، ص 306؛ كتاب أسطقس الأس الثاني، المصدر السابق نفسه، ص 379. ولنتذكر بخصوص مارية، التي كثيرًا ما تنطق عن المبدأ المؤنث، أنها سَمية سرية النبي محمد التي وحدها ولدت له ابنًا ذكرًا: إبراهيم.
[22] كتاب البحث، في مجموعة من رسائل…، ص 210-211.
[23] راجع: كتاب الموازين الصغير، المصدر السابق نفسه، ص 188.
[24] هو الإمام، المكلف تعليم الباطن بعد النبي.
[25] كتاب أسطقس الأس الثاني، المصدر السابق نفسه، ص 370.
[26] كتاب الخواص الكبير، في مجموعة من رسائل…، ص 361.
[27] كتاب أسطقس الأس الثاني، المصدر السابق نفسه، ص 377-378؛ راجع أيضًا: كتاب الحجر، المصدر السابق نفسه، ص 310.
[28] راجع نصها، مثلاً، في: الإنسان الكامل في الإسلام، دراسات ونصوص غير منشورة ألف بينها وترجمها وحققها عبد الرحمن بدوي، طب 2: الكويت، 1976، ص 139-143. (المحرِّر)
[29] راجع: هـ. كوربان، الكيمياء علمًا قدسيًّا، باريس، 1986، الجزء الأول.
[30] راجع: كتاب الماجد، في مجموعة من رسائل…، ص 20؛ كتاب الراهب، في مجموعة من رسائل…، ص 49.
[31] كتاب المنفعة، في تدبير الإكسير الأعظم، ص 177.
[32] كتاب الراهب، المصدر السابق نفسه، ص 50.
[33] راجعه في: مجموعة من رسائل…، ص 20-30؛ راجع أيضًا: كوربان، المصدر السابق نفسه، ج 3؛ پ. لوري، الكيمياء والتصوف في أرض الإسلام (بالفرنسية)، لاگراس، 1989، ص 82 وما بعدها.
[34] راجع: لوري، المصدر نفسه، ص 78-82.
[35] راجع: كتاب الملك، في مجموعة مصنفات…، ص 174، 176-177؛ لوري، المصدر نفسه، ص 60 وما بعدها.
[36] كتاب الرحمة الصغير، في مجموعة مصنفات…، ص 438-439.
[37] راجع: لوري، المصدر السابق نفسه، ص 63 وما بعدها.
[38] راجع: كتاب الخمسين، في مجموعة من رسائل…، ص 229-230.
[39] راجع: كتاب البيان، في مجموعة مصنفات…، ص 299.
[40] راجع: كتاب الاشتمال، في مجموعة من رسائل…، ص 479.
[41] من المذهب الألفي: جملة المعتقدات بحلول ملكوت أرضي أخروي يحكمه مخلِّص مع أصفيائه، فـ"يملأ الأرض عدلاً بعد أن مُلئت جورًا"، ويُعتقد بأنه سوف يدوم ألف عام. (المحرِّر)
[42] راجع: لوري، المصدر السابق نفسه، ص 105، 109؛ كتاب الموازين الصغير، المصدر السابق نفسه، ص 207.
[43] راجع: كتاب البيان، المصدر السابق نفسه، ص 293-300.
[44] كتاب البيان، المصدر نفسه، ص 300؛ راجع شرحه في پ. لوري، "الأخرويات الكيميائية عند جابر بن حيان" (مقال بالفرنسية)، 2000.
[45] كتاب إخراج ما في القوة إلى الفعل، في مجموعة من رسائل…، ص 142-143؛ راجع أيضًا: لوري، الكيمياء والتصوف في أرض الإسلام، ص 111.
[46] كوربان، المصدر السابق نفسه، ص 151.