أن نكون لاشيء*
ج. كريشنامورتي
كُنْ متيقِّظًا لجمال كلِّ يوم، كلِّ صباح جديد، لأعجوبة العالم. إنه لَعالمٌ رائع، ونحن مابرحنا ندمِّره، في علاقة بعضنا مع بعضنا الآخر وفي علاقتنا بالطبيعة، بأشياء هذه الأرض الحية كافة.
*
هلا تقصَّينا ماهية مخٍّ صامت؟ تراك لا تتعلَّم، لا ترصد، إلا عبر صمت عظيم، لا وأنت تُحدِث الكثير من الضجيج. فحتى ترصد تلك التلال، وهذه الأشجار الجميلة، حتى ترصد أسرتك وأصدقاءك، لا بدَّ لك من فضاء ولا بدَّ من وجود صمت. أما إذا كنت تهذر، تثرثر، فلا فضاء لديك ولا صمت. ونحن بحاجة إلى فضاء، ليس فيزيائيًّا وحسب، بل نفسانيًّا أكثر بكثير. وذاك الفضاء ينتفي عندما نفكر في أنفسنا. الأمر شديد البساطة. إذ إنه حين يوجد فضاءٌ – فضاءٌ شاسعٌ نفسانيًّا – توجد حيوية عظيمة. ولكنْ عندما يحدُّ المرءُ ذاك الفضاء بذاته الصغيرة فإن تلك الطاقة الهائلة تُحتجَز كليًّا ضمن حدودها. ولهذا السبب فإن التأمل هو إنهاء الذاتية.