ثمانية حوارات: 8 من 8 – ج. كريشنامورتي

ثمانية حوارات*
الحوار الثامن

ج ك، ثمانية حوارات

سائل: لقد غادرتُ العالم – عالم احتراف الكتابة الذي يخصُّني – لأني أردتُ أن أحيا حياةً روحية. هجرتُ جميع شهواتي ومطامحي إلى الشهرة، مع أني كنت أملك الموهبة الضرورية، وجئتك آمِلًا أن أجد الأسمى وأحقِّقه. لقد مكثتُ تحت شجرة البَنْيان [تين البنگال] العظيمة هذه طوال خمس سنوات حتى الآن، وأجدني فجأةً بليدًا، مستنزَفًا، مستوحِشًا في الداخل، ونوعًا ما بائسًا. أستيقظ في الصباح لأجد أني لم أحقق شيئًا البتة، لأجد أني كنت، ربما، في حالٍ أفضل منِّي الآن قبل حوالى سنتين، يوم كان عندي بعدُ شيءٌ من الحَمِيَّة الدينية القوية. والآن لم يبقَ عندي من الحَمِيَّة شيء، وإذ ضحَّيتُ بأمور الدنيا لأجد الله، أجدُني عديم كليهما. أشعر كأني برتقالة معتصَرة. فما هو المُلام – التعاليم، أنت، بيئتك؟ – أم تراني عديم القدرة على هذا الأمر، تراني لم أجد الشرخ في الجدار الذي سوف يكشف عن السماء؟ أم أنَّ الأمر ببساطة هو أنَّ هذا المسعى كلَّه، من أوَّله إلى آخره، محض سراب، وأنَّه كان من الخير لي لو أني لم أفكر في الدين قط، بل تمسَّكت بالملموس، بالإنجازات اليومية لحياتي السابقة؟ أين الخطأ، وماذا يتعيَّن عليَّ أن أفعل الآن؟ هل أتخلَّى عن الأمر كلِّه؟ وإذا فعلت فمن أجل ماذا؟

Continue reading

في الحرية العميقة – موسى د. الخوري

في الحرِّية العميقة 1

موسى د. الخوري

موسى د. الخوري*

 

1

تُختَبَرُ الحرية في مواجهة التساؤلات الكبرى، وفي مواجهة النقد الفكري والعلمي الذي يشكِّل مرآة القدرة على التطور والانفتاح والمشاركة.

فعندما نكون أحرارًا في الداخل – في العمق – تتحقَّق الحرية الخارجية كنتيجة للحرية الداخلية. ينطبق ذلك على الفرد، كما ينطبق على الجماعة عندما يزداد عدد الأحرار في ذواتهم، فينهضون بالمجتمع ويحرِّرونه.

Continue reading

عن التسامح والعولمة وأشياء أخرى… – ديمتري أڤييرينوس

عن التسامح والعولمة وأشياء أخرى…*

ديمتري أڤييرينوس

ديمتري أڤييرينوس

 

إلى روح الحاج حسين مدخنة

 

كثيرًا ما يجري الحديث في هذه الآونة عن مفاهيم من نحو “التسامح”، “التعايش”، “التجاور السلمي”، إلخ، وكأن احترام التعددية وقبول الآخر المختلف صارا من تقاليدنا الثقافية الراسخة حتى بتنا نحيا جنَّة التفاهم في العالم العربي وعلى الكرة الأرضية بأسرها!

ينطوي الاستعمال الدارج لكلمة “تسامُح”، في الخطاب الثقافي بعامة والديني بخاصة، على رياء مبطَّن. فكأن الأطراف المعنيَّة بهذا الخطاب لا ينفك بعضها “يخطئ” في حقِّ بعضها الآخر، فلا يلبث هذا البعض، على مضض شديد، أن “يسامحه” على خطئه، وكأن شيئًا لم يكن! لكن من الواضح للغاية أن منطق المراءاة هذا غير سليم، ولا يمكن له أن يظل ساري المفعول على المدى الطويل.

Continue reading

عن قطاف أزهار البرتقال – يوسف عبجي

عن قطاف أزهار البرتقال
في التربية المتكاملة

يوسف عبجي

يوسف عبجي*

 

لو وُجِدَتْ مدرسةُ حياة، كتلك المدارس الشائعة في مصر القديمة، مدرسةٌ تتأسَّس على الجانب العملي من الحياة وحده (كأنْ تجعل من فكِّ رموز الحروف وتدوينها فنًّا قائمًا بذاته)، لكانت حصَّة فجر اليوم الدَّرْسية مخصَّصة لقطاف أزهار البرتقال ولتمييز أصوات الطيور، ولَمَا تخلَّلتْها كلمةٌ واحدة – ولعلَّها مهمَّة شاقة بنظر أغلب أبناء المدن الحديثة!

Continue reading

في المذهب والتمذهب – يوسف عبجي

في المذهب والتَّمَذْهُب
هل المذهب مرآتنا؟

يوسف عبجي

يوسف عبجي*

 

اختيار الفكاك من المذهب الذي ننشأ عليه ليس مجرَّد قضية نظرية، بل هو تطبيق عملي في المقام الأول. علينا، أولاً، أن ندرك إلى أيِّ حدٍّ تشدُّنا آمالنا وأشواقنا ومخاوفنا من المستقبل إلى ذلك المذهب؛ إذ إن أملنا بأن تتحقق أشواقنا عبر الامتثال للمذهب يقودنا إلى حياة من الانتظار تنحو أكثر فأكثر إلى الإحباط؛ والإحباط المقموع يعتمل وينفجر على هيئة لَهْوٍ اجتماعي قهري وإدماني.

Continue reading

وصايا – گ.إ. گيورجييف

من وصايا گيورجييف*

گ.إ. گيورجييف

 

تذكَّرْ ذاتَك دومًا وفي كلِّ مكان.[1]

رسِّخْ انتباهَك في نفسك.[2]

عِ كلَّ لحظة ما تفكِّر فيه، <وما تحسُّه،>[3] وما تشعر به، وما ترغب فيه، وما تفعله.

أنْهِ دومًا ما بدأتَ.

اعملْ كلَّ ما تعمل على أفضل وجه ممكن.

لا تتعلقْ بأيِّ شيء من شأنه في النهاية أن يدمِّرك.

Continue reading

هل نحن أيقاظ؟ – ألفرد ر. أوراج

هل نحن أيقاظ؟*

أ.ر. أوراج

ألفرد ر. أوراج**

 

كيف يمكن لنا أن نتأكد، في أيِّ لحظة بعينها، من أننا لسنا نيامًا نحلم؟ ظروف الحياة لا تقلُّ في بعض الأحيان خياليةً عن ظروف الأحلام، وهي تتغير بالسرعة ذاتها. فماذا لو اتفق لنا أن نستفيق لنجد أن حياة اليقظة مجرَّد حلم وأن نومنا وحلمنا الراهنين ليسا غير حلم ضمن حلم؟

Continue reading